فتحية الحنفى: السفر بمثابة مزاولة الرياضة
كتب: محمد الزهيرى
ورد إلى “صوت الدعاة” سؤالا ، يقول صاحبه: هل السفر قطعة من العذاب؟ ، أم هو صحة للجسد؟ ، كما جاء فى حديثين وردا للنبى – صلى الله عليه وسلم – يفيدان ذلك .
تجيب عن السؤال الدكتورة فتحية الحنفى ، أستاذ الفقه بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بجامعة الأزهر : بداية حديث “السفر قطعة من العذاب” .. هو صحيح ورد فى صحيح البخارى ، كتاب العمرة رقم1710، فقد روى عن أبي هريرة -رضي الله عنه – عن النبي- صلى الله عليه وسلم- قال: “السفر قطعة من العذاب يمنع أحدكم طعامه وشرابه ونومه فإذا قضى نهمته فليعجل إلى أهله”
وتابعت “الحنفى” : والحديث رواه مالك فى “الموطأ” ، وصرح يحيى بن يحيى النيسابورى عن مالك ، ورواه الطبرانى عن أحمد عن بشير الطيالسى .
وأشارت إلى أنه قال “ابن بطال”:لاتعارض بين هذا الحديث وحديث ابن عمر مرفوعا : “سافروا تصحوا”
وأوضحت أنه لايلزم من الصحة بالسفرلمافيه من الرياضة أن لايكون قطعة من العذاب لما فيه من المشقة ، فصار كالدواء المر المعقب للصحة ، وإن كان فى تناوله الكراهة .
واستكملت: فمعنى ذلك أن السفر وإن كان فيه مشقة إلا أنه نوع من الرياضة ، والصحة تأتى مع مزاولة الرياضة
وبينت أنه استنبط منه “الخطابى” تغريب الزانى ، فمن المعلوم أن عقوبة الزانى غير المحصن – أى الذى لم يسبق له الزواج – هى الجلد مائة جلدة والتغريب عام ، لحديث النبى – صلى الله عليه وسلم – “على ابنك جلد مائة والتغريب عام” (حديث العسيف) .
وتابعت: فالسفر وإن كان فيه مشقة إلا أن فيه نوع من التدبير الاحترازى لمعالجة الذى ارتكب جريمة الزنا، فيعود بالفائدة ، وأيضا السفر فيه مشقة ولكنها تعود بالخير فتعد بمثابة مزاولة الرياضة .
واختتمت “أستاذ الفقه بكلية الدراسات الإسلامية والعربية” : من الطريف فى ذلك أنه سئل إمام الحرمين – حين جلس موضع أبيه: لم كان السفر قطعة من العذاب؟ .. فأجاب على الفور: لأن فيه فراق الأحباب .